قصة بائعة الفول
اليتيمة
اميرة فتاة جميلة من إحدى قرى محافظة البحيرة مات أبوها وهي في العاشرة من عمرها ثم ماتت امها بعده بعامين , فظلت عند عمها الأكبر فى بيته بعد ان ضم ارضها الى ارضه فلقد كان رجلا طماعاً , ظلت (أميرة) عند زوجة عمها تعمل كخادمة لها ولأولادها بعد أن حرموها من التعليم رغم ذكائها وتفوقها وبراعتها مرت الايام والليالى على هذه المسكينة وهى تعانى أشد المعاناة من هذه المرأة ومن أولادها حتى بلغت السابعة عشر من عمرها كانت قد أتمت حفظ القرآن الكريم وهي لازالت على حالها من البؤس والمعاناة لاتشتكى إلا إلى ربها فيهون عليها كل عسير إلى ان جاءت تلك اللحظة الفارقة فى عمرها ..........................................................................................
لقاء ومصير
(محمود بدوى الصعيدى)) هو شاب من أقصى الصعيد أرسله والده إلى محافظة البحيرة تاجراً كى يأتى له بالأرز فقد كان يتاجر فيه مع والده حضر محمود وطرق باب عم أميرة فلقد كان والده معتاداً على ان يشترى منه المحصول بعد أخيه والد (أميرة) وشاء الله أن يطرق الباب ففتحت له بنت السابعة عشر من عمرها ذات الجمال والخلق الرفيع (أميرة) فوقع فى قلبه محبتها وظل ينظر إليها طويلا وهى تقف فى خجل تخبره بأن عمها ليس موجوداً بالدار فانصرف وترك ماجاء من أجله وأخذ يسأل عن تلك الفتاة التي رآها فلم يسمع عنها الا خيراً ................
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الزواج
عاد (محمود) إلى الصعيد فى محافظة قنا بعد أن قضى ماجاء من أجله وابتاع المحصول من العم وأخبر أباه بما رآه فرحب الأب بذلك حيث أنه كان على علاقة قوية مع أبيها ويعرفه جيداً قبل أن يتوفى وحينما عرض عليه الأبن الزواج منها لم يبدى إعتراضاً ....وأتصل بعمها عاجلاً وأخبره بهذا النسب وظل ينتظر منه الرد ........................
جاء العم وأخبر (أميرة) بما قاله له والد (محمود) ولكنه غير راضِ عن هذا الزواج حيث أنه كان ينوى أن يزوجها لأحد أبناءه طمعا فى أرضها وحينما أخبرها بأنه يريد زواجها لأحد أبناءه سارعت (أميرة) بالاعتراض والرفض وذلك لما تعانيه وما عاشته مع هذه الأسرة من ذل وإهانة فرفضت على الفور وتيقنت أن (محمود) هذا هو طوق النجاة لها من تلك الأسرة وهذه العائلة التى كرهتها كرها شديداً ....لكن العم الطماع بدأ يكشف عن نواياه الخبيثة بعد أن تفاجأ من ردها وبدأ يهددها أن يحرمها من أرضها إن هى قبلت الزواج من (محمود) ....فلم تهتم الفتاة بذلك وأصرت على قبولها الزواج من (محمود)
.....................................................................................................................................
وماهي إلا أيام قلائل حتى حضر( محمود) ووالده وبعض أعمامه لإتمام الزواج وتم بالفعل وقفلت أميرة عائدة إلى بيت زوجها الجديد فى صعيد مصر حيث قضت مع زوجها أيام لم ترها طوال حياتها من سعادة غامرة ومحبة قوية ومودةِ وسكنِ وسكينة كان لا يتوانى ذلك الزوج الطيب فى فعل أى شئ لإسعاد زوجته (أميرة) فلقد كان ميسور الحال غنياً يملك من ورث أبيه الكثير الكثير من الأراضي والتجارة والأموال فلم ينجب أبوه غيره ...........................
ظلت هذه الأسرة فى سعادة غامرة ورزق الزوج والزوجة ولداً أسمه (يوسف) كان غاية فى الجمال والحسن فرح به جده أشد الفرح ولكن هذه الفرحة لم تدم طويلاً حيث مات الجد والد (محمود) بعد عام من ولادته فخيم الحزن على رب الأسرة (محمود) وزوجته التي كانت تحب والد زوجها كحبها لأبيها وكانت تخدمه بجد وإخلاص ومات وهو يوصى ولده بأن يحافظ عليها ويرعاها فليس لها أحد فى الدنيا بعد ربها سوى زوجها ..........................................
مات الاب وتسلم (محمود) إرث أبيه من أعمامه ولكنهم طمعوا فى بعض أراضيه فرفض أن يعطيهم إياها وأصر بأن يأخذ حقه كاملاً .........................................
الذئاب
أحد أعمامه كان رجلا شريراً يملأه الحقد لم يرضى بما فعله إبن أخيه فسولت له نفسه أن يؤجر أحداً يقتله فكانت هذه الفاجعة هى الأكبر والأعظم من غيرها كانت الطامة والضربة القاصمة التى قصمت ظهر المسكينة التى لم تدم فرحتها طويلا (فياليته ترك لهم كل الأراضى والأموال وبقى هو حياً لبيته ولولده ) ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهي السفن ..
حدثت الفاجعة الكبرى التي لم يتوقعها أحد أبداً واختبأت الأفاعى فى جنح الظلام وبخت سمها القاتل فى صدر الفتى المسكين وانطلقت الصرخات فى الصباح التالى مدوية .....توقعت أميرة كل شئ إلا أن يأتى الجميع بحبيبها وسندها وظهرها وقلبها وعقلها محمولاً على الأعناق.............................................................................................
المجرم يتلقى واجب العزاء ودموع التماسيح تهطل من عينيه الخبيثتين لا يدرى أنه بفعلته هذه فعل مافعله قابيل حين قتل أخاه هابيل وقتل معه ربع العالم إن هذا المجرم قتل عالما كاملاً من الدفء والحنان والمحبة والسكن والمودة وكل شئ
على كل حال لم يكتفى المجرم بفعلته وأخذ يدس الدسائس على هذه الغريبة بينهم وبدأ يتفق مع أخوته على أن يأخذ الولد (يوسف) ويطردها من البلدة حيث حكّم قانونه قانون الغاب ولكن شاء الله أن تسمع (أميرة) ما دار بينه وبين أخوته وهى لم تفق بعد من أثر الصدمة التى لم يمر عليها سوى ثلاثة أشهر........................................................................................................
فلما سمعت بمكرهم ودسائسهم انطلق منها قلبها قلب الأم يلف الصغير بأذرع من حنان ...فقررت الهروب به فى جنح الظلام كالغزال التى تهرب بصغيرها من فك هذا المفترس
انطلقت (أميرة) بصغيرها فى جنح الظلام وسط هذه الزراعات المخيفة وأصوات الذئاب المرعبة (و لذئاب البشر أشد رعبا)
هاجمتها الكلاب وهى لا تهتم إلا بصغيرها ولا تعبأ بشئ سوى الفرار به حتى وصلت إلى الطريق العمومى كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل فلم تجد سيارة تقلها إلى ماتريد وهى لا تدرى أين تريد على أنها وصلت إلى محطة القطار بعد الساعة الثانية والنصف من منتصف الليل فى هذا الوقت كان المفترس قد علم بهروبها فأخذ يبحث عنها حتى الصباح حتى هداه ابليسه الى محطة القطار فأسرع إلى هناك وشاء الله ان تصعد (أميرة) القطار وهو يتحرك وهذا الخبيث ينظر إليها فى شر وبغض فهمَّ أحد رجاله أن يدركها فمنعه من ذلك وكأنه كان يريد لها هذا الهروب ويطمئن أنها غادرت المكان ويرجع إلى ماظنه ربحا وماصوره له عقله ربحاً فهو وعمها لايختلفون كثيرأ فهذا اراد لها الرحيل دون أرضها وهذا أراد لها الرحيل دون أرضها وزوجها وولدها ..........على كل حال ذهبت المسكينة وهى لاتدرى الى أين ....فكرت قليلاً فى أول الأمر العودة إلى عمها لكنها سرعان ماتذكرت سنوات المرار والحزن فعدلت عن فكرتها وتوجهت إلى القاهرة وبالتحديد إلى منطقة (عين شمس) وهناك أخذت تبحث لها ولولدها عن مسكن يؤويها بما معها من المال وبالفعل تم لها ذلك بعد أن دعت ربها فاستجاب لها ونجاها من القوم الظالمين هى وصغيرها.............
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
حياة جديدة
________
بدأت (أميرة) تبحث عن عمل تقتات منه هي وولدها الصغير فلم تجد ماتعمل ولو خادمة حتى لأن معها هذا الولد الصغير فلم يرض لها أحد (صاحب عمل) أن تعمل ومعها هذا الصغير فبدأت تفكر وتدعو ربها أن يوفقها إلى أى عمل حتى هداها الله إلى تلك الفكرة وهى ((عربة الفول )) فكرت (أميرة) بما معها أن تشترى عربة فول وقدرتين كبيرتين وبالفعل تم لها ذلك ووقفت أميرة فى الشارع بعربة الفول وبدأ الناس يستغربون هذا الموقف فى بداية الأمر وبدأ بعض الشباب يضايقونها فدعت ربها أن يحجب عنها شر الخلق فكان لها ذلك وبدأ الناس يألفون و يعتادون عليها وعلى أخلاقها القويمة وفولها الذي يمتاز عن غيره بجماله و لذاذته وتيسير الحال ودارت رحى الأيام وجاء الفرج من الله الكريم وشاء لهذه المسكينة النجاة من الظالمين فكلما شعرت بتعب العمل تذكرت معاناتها السابقة فهان عليها كل عسير .........
(ياسين) ولد له أربعة عشر عاماً من الوادى الجديد يعمل معها ويساعدها فلقد كان مطيعا ومعاوناً لها وعاملاً عندها يعاونها فى الشراء والبيع مقابل يوميته ................................استمر الحال على ذلك وبدأ (يوسف) يكبر حينأ فحينأ حتى دخل الصف السادس الابتدائى كان من المتفوقين البارعين فى دراستهم أشار على أمه أن يساعدها فى العمل فرفضت بشدة إلا تعلمه فقط ولا تجعله يعاني ما عانته هي من الحرمان من حقها فى التعليم وفى الحياة الكريمة ..............برع الابن فى دراسته حتى الصف الثالث الثانوى من تفوق إلى تفوق حتى جاء ذلك اليوم الذى تربع فيه على المركز الأول على مستوى الجمهورية سقطت الأم من فرحتها فى الشارع فحملها الابن ومعه (ياسين) حتى أوصلها إلى المنزل ولما فاقت بدأت تصيح من فرحتها وتوزع فى أكواب المشروبات على الجيران والأحباب وأخيراً طرق الفرح بابها ولو بالقليل
...............................................................................................................................
لحظات الفراق
_______
بعد خمسة عشر يوماً من صدور النتيجة ذهب (يوسف) الى رجلاً يُدعى الدكتور (مختار طلبة) كان يعمل أستاذاً فى إحدى جامعات إنجلترا كان يوسف قد سمع عنه الكثير وقرأ له العديد من الكتب وهو من أشد المعجبين به فذهب إليه وعرفه بنفسه بأنه المركز الأول على مستوى الجمهورية فرحب به أشد الترحيب وطلب منه (يوسف) أن يقدم له أوراقه فى الجامعة فى انجلترا وحكى له عن ظروفه وأسرته وأمه فرحب به الدكتور (مختار) وشجعه على ذلك وطلب منه أن يقنع أمه بالفكرة فوافق على ذلك وذهب معه إلى أمه التى فوجئت بهذا الخبر الشديد فهو كان هنا وأمام عينيها فكيف يرحل عنها فجأةً دون أن تدرى وقع عليها الخبر كالصاعقة ولكنها بعد أن سمعت كلام الدكتور (مختار) قررت ألا تقف كحجر عثرة فى طريق ولدها وكم يعز عليها فراق الصغير الذي لم يكبر بعد فى عينها والتي ضحت من أجله بالغالي والنفيس عانت أشد المعاناة ورفضت حتى الزواج من أجله ووقفت فى شوارع عين شمس تبيع الفول والليمون من أجل أن يرقى هذا الفتى ويعلو شأنه وافقت وعينيها تفيض بالدموع على فراق صغيرها (يوسف) .........................................
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
شهور قليلة وفارق العصفور عشه وطار وحلق بعيداً عن أمه وقلبها ينفطر عليه وبدأت القصة من هنا
قصة الدكتور ((يوسف محمود بدوى))
أكثر من عشر سنوات ولازال الطير محلقاً فى سماء أوروبا من تفوق إلى تفوق ومن رقي إلى رقى حتى بلغ أعلى الدرجات العلمية وبدأت أبحاثه تجوب العالم تبحث عن النور حتى وجدته أخيراً وبدأت الثمار تؤتى أكلها بإذن ربها
أما فى مصر قد شاخ الزمان (بأميرة) وبدأت علاماته تظهر عليها من فراق الصغير واللسان لا يعرف بعد ذكر الله غيره
متى (يايوسف) ستعود ل (أميرة) وأين يكون اللقاء والقلب ينفطر حزناً وهماً عليك ...................
عودة الطائر
----------------------
تفوق (يوسف) وبدأت أبحاثه ودراساته ومخترعاته ترى النور وبدأت الأموال تضخ عليه من كل حدب ومن كل جانب صار علامة فى الإعلام الأوربى حتى قرر العودة الى عشه و وكره إلى بلده وإلى أمه .............
كان إستقبالاً حافلاً أعده أساتذة الجامعات المصرية بكل كوادرها لإستقبال هذا الجهبذ الفذ وحضر الإعلام وكل من له شأن تكريما لهذا البطل المغوار صعد المنصة مع زوجته وأولاده وبدأ ينظر إلى الناس وكأنه كان ينتظر شيئا ما فعلاً
فقد أرسل سيارته ورجاله إلى عين شمس لإحضار (أميرة) قرة عينه ومهجة قلبه فقرر أن يكون اللقاء بها هنا على منصة التتويج تكريماً لها وليس له .............حضرت (أميرة) وهى لاتعرف شيئا عن هؤلاء الرجال الذين اصطحبوها ظنتهم من رجال الأمن .....أوقفوها خارج باب القاعة ثم مالبثت أن سمعت رجلاً يحكى حكايتها ويقص قصتها الطويلة عبر سماعات الميكروفون فتعجبت مما تسمع ولما أوشك (الدكتور يوسف) من إنهاء القصة قصة (أميرة) أشار إليهم أن يدخلوها فدخلت وهى لاتصدق عينيها ولاما تسمع أذنها (يوسف) صغيرها الأمس عاد فى موكب الملوك وهو يشير إليها ويقول من يستحق التكريم لست أنا من يستحق التكريم هى هذه السيدة (أميرة) .....انطلقت (أميرة) إلى صغيرها تريد أن تحضنه بين ذراعيها ولكنها فوجئت به هو وولديه الصغيرين ((محمود ومختار)) ينكبون على وجوههم يقبلون اقدامها فى مشهد يعجز قلمي عن وصفه.............اخيراً ضحكت لك الدنيا يا بائعة الفول ...........................................................
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
قصة جميلة جدا
ردحذفهو فيه جزء تانى ولا لا
ردحذفرووووعة
ردحذف